"العالمية للأرصاد الجوية" تتوقع زيادة نسبة الأعاصير المدارية بسبب التغيرات المناخية

حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من تأثير إعصارين مداريين أحدهما يقترب من شواطئ فلوريدا والآخر من فيتنام، ومن المتوقع أن يتسببا باضطرابات في حياة الملايين، متوقعة أن يؤدي تغيّر المناخ إلى زيادة نسبة الأعاصير المدارية الرئيسية وزيادة هطول الأمطار الغزيرة المرتبطة بهذه الأحداث.

ونقل بيان نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن إعصارين مداريين يهددان الملايين، حيث يضرب فلوريدا إعصار "إيان" الذي يُتوقع أن يكون "الأقوى منذ قرن"، فيما يواصل إعصار "نورو" تحركاته باتجاه فيتنام.

وتسبب إعصار "إيان" في دمار غربي كوبا وازدادت قوته ونطاقه مع زحفه باتجاه ولاية فلوريدا الأمريكية، كما اشتدت حدّة إعصار "نورو" قبل أن يضرب الفلبين وهو في طريقه للمرة الثانية إلى فييت نام.

ويأتي الإعصاران مباشرة بعد أعقاب إعصار "فيونا"، الذي تسبب في فيضانات مميتة في منطقة البحر الكاريبي وكان أقوى إعصار على الإطلاق يضرب كندا، والإعصار المداري "نانمادول" الذي دفع إلى إجلاء تسعة ملايين شخص في اليابان.

وقال مدير فرع الحد من مخاطر الكوارث والخدمات العامة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، سيريل أنوريه: “في غضون أسبوعين، شهدنا أعاصير مدارية قوية متتالية مصحوبة برياح مدمرة وأمطار غزيرة وفيضانات في أجزاء مكتظة بالسكان من العالم”.

وأضاف: "الإنذارات المبكرة الدقيقة والعمل المبكر المنسق أثبتا أنهما أساسيان للحد من الخسائر وكان لذلك دور في إنقاذ العديد من الأرواح، لكن الآثار البشرية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الأعاصير ستظل محسوسة لسنوات".

وفي بيان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قالت إنها تتوقع أن يؤدي تغيّر المناخ إلى زيادة نسبة الأعاصير المدارية الرئيسية وزيادة هطول الأمطار الغزيرة المرتبطة بهذه الأحداث، بينما يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر والتنمية الساحلية إلى تفاقم تأثير الفيضانات الساحلية.

وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس: “أصبح علم المناخ قادرا بشكل متزايد على برهنة ارتفاع احتمالات حدوث العديد من الظواهر الجوية المتطرفة التي نمر بها وازدياد كثافتها بسبب تغيّر المناخ بفعل الإنسان”.

وأوضح أن ذلك شوهد مرارا وتكرارا هذا العام، وكان له تأثير مأساوي، مضيفا "من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نوسّع نطاق العمل بشأن أنظمة الإنذار المبكر لبناء المرونة في مواجهة مخاطر المناخ الحالية والمستقبلية في المجتمعات المعرّضة للخطر."

وتشير التقديرات إلى تأثر أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وفقا لمكتب المنسقين الإقليميين للأمم المتحدة.

وكان الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، قد قال إن الأضرار التي خلّفها إعصار إيان من المحتمل أن تكون كبيرة على الرغم من إجراء تقييمات أولية فقط، وتُعدّ كوبا دولة رائدة على مستوى العالم من حيث الحد من مخاطر الكوارث ولديها خبرة طويلة في التعامل مع آثار الأعاصير والعواصف الاستوائية.

ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات، لكن لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية والإسكان والزراعة والكهرباء وخدمات الاتصالات.

ومن المتوقع حدوث فيضانات كارثية عبر أجزاء من وسط فلوريدا مع حدوث فيضانات كبيرة في شمال فلوريدا وجنوب شرق جورجيا وساحل نورث كارولينا، وقد أصدر حاكم فلوريدا أوامر إخلاء إجبارية للمناطق الأشد تضررا وتعبئة المراكز الطبية ومراكز الإيواء.

ومن جانبه، قال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، اليوم الخميس، إن قوة الإعصار إيان انخفضت للفئة الثالثة بعد وصوله لولاية فلوريدا الأمريكية، وتسبب الإعصار في انقطاع الكهرباء عن مليون شخص فيما صدرت أوامر إخلاء إلزامية في عشرات المقاطعات.

وعلى الجانب الآخر، رفعت دائرة الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا الوطنية الفلبينية مؤشر الرياح للأعاصير المدارية لإعصار “نورو” إلى رقم 5، وهو أقوى مؤشر يمكن إصداره.

ويعيش أكثر من مليوني شخص في المنطقة الأكثر تضررا وفقا لتحليل الكوارث، وتأثر ما يقرب من 430 ألف شخص بشكل مباشر، وعلى الرغم من ضيق الوقت نسبيا للتعبئة، فقد تم إجلاء آلاف الأشخاص، مما حدّ من الخسائر في الأرواح.

ويشار إلى أنه في الفترة الواقعة بين 26-27 سبتمبر، شق إعصار نورو طريقه باتجاه فيتنام، واشتد مرة أخرى.

وقامت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بتفعيل بروتوكولات العمل الاستباقي لحماية سبل العيش والأمن الغذائي.. وقام فريق الفاو بتوزيع النقد والبراميل المضادة للماء لتخزين الأصول الغذائية والزراعية (مثل البذور والأدوات) على المجتمعات التي يُتوقع أن تتأثر، كما أنها تساعدهم في نقل مواشيهم إلى مواقع آمنة من الفيضانات الناجمة عن الأعاصير.